إلى صديقي (10)

لماذا في كل مرة كنتُ أراك ملاكاً، وفجأة تغيرت الأمور وصرتُ أرى في عينيك ملامح شبح؟ اتسائل إذا ما كنتَ شبحاً منذُ البداية وأنا حين ألقيتُ عليك محبتي بعثتُ فيك الحياة أو خُيّل لي أنك حيٌ طبيعي تستحق المحبة؟!
يُقلقني حقيقة الأمر وحقيقة أن القلب تسرّع وأحبْ وهماً ليس إلا. منذُ متى والأيام مُطيعة، لا تأتي بك فتزدحم في رأسي يا صديقي ولا أشتاقك!! واستغرب وقاحة الأيام معي تارةً حين تحبسني وإياك في غرفة الحنين ويُطالبُني قلبي بك وأنا لا أملكك لأستعيدك!
وكثيراً ما أفقد قدرتي في توضيح صورة ما أشعر به بطريقةٍ تأتي بك إليّ دون حاجة للكلام ولا تبرير ما أشعر به.

صديقي البعيد الذي أختار البُعد رغم قدرته على البقاء بالقرب دوماً.

كيف لي أن أتوقف عن الكتابة إليك بهيئة اسئلة مُتراكمة وشعور ممتلئ بك؟ أقصد، كيف يمكنني أن أتوقف عن سرد جزءٌ من الاسئلة بهذه الطريقة المُملة والمُدهشة في آن واحد؟! أَريدُ أن أكتُب إليك دون وجع الاسئلة وحيرتها، أن أكتُب بسذاجة أكبر بعيدةٌ كل البعد عن الاسئلة العقيمة.
مثلاً أن ابدأ رسالتي يوماً ب كيف أنت؟ أوه!!! يا إلهي، إن الاسئلة جزء من وجهك البعيد وعيناك المتمردتان فكيف لي أن أتوقف عن طرح الاسئلة!!!
لا بأس، حين قررتُ أن أبعثُ إليك بهذه الرسالة، أظنني مُتيقظة بما يكفي لما أنا عليه، قاب قوسين أو أدني من النسيان فأحببتُ أن أتذكر هذه اللحظة بشكل يليق بي ويليق بفوضى عارمة حاولتُ تجنُبها فخسرت مني الكثير.
صديقي....
إنها الثانية والنصف صباحاً، الثامن من كانون الأول للعام ألفين وثمانية عشر!!! أوشكُ على إحتضان عامي الثلاثين بكل دهشة، من يُصدق؟!  ملامحي بريئةٌ من ذلك، لكن قلبي أكبر بكثير من عجوز تجاوزت السبعين. كثيراً ما يشيخ القلب والجسد في اوج شبابه وعنفوانه.
حسناً، دعني أُخبرك أني حققت هذا العام ما كنتُ أتمناه بتنهيدة تنمُ عن تعب طول الإنتظار وحالما حققته وصار بين يدي، فقدت قيمته سريعاً كأني لم أنتظره لأعوام، ليس خطأي صدقني.
8 Dec 2018
02:39 AM

تعليقات

  1. لن يَأْتِي ، لن يعود ، سيستمر الدوران داخل دائرة مغلقة ، ليس السبب لأننا مستمرون في إلقاء اللوم عليه وحده ، ولا لأننا لا نعترف بالخطأ، ولا لأننا متكبرون على نحو ما.
    لقد التقى بمن يبسط له معنى الحياة فهو يميل نحو البساطة دون تكلف ، هو يكره اللوم ويحب العيش حراً مع قلب يشبه قلبه ، لقد ادرك سريعا معنى ان تمر سنون العمر دون ان يعيشها ، ففضل ممارسة الحياة من داخل الحياة نفسها.

    ردحذف
    الردود
    1. كل جميل سيعود، وما سوا ذلك لا يهم :) شكرا لمرورك

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة