إلى صغيري (13)
آخر يوم لشُباط، الأجواء غير مُحفزة للعمل على خلاف دعوتها للدعة والراحة والطعام الحلو وحديث مُريح مع من نُحب. الشمس مُصفرة على نحو غريب، لا برودة ولا حرارة فيها، السماء منذ اسابيع لم ارى زُرقتها الفاتنة. الطرق هي ذاتُها والناس كذلك، ما من جديد. وكذلك الحرب على ما هي عليه تزدادُ إتساعاً دون أن نلحظ ذلك مُباشرة لكننا نلمس ذلك في ظروفنا المعيشية وملامحها التي تنكمش يوم عن آخر.
صغيري
يا وجه الحُب
إنه الثامن والعشرين من شباط، لم ينتهي الشتاء وداهمنا الربيع، خليط لذيذ بين هذا وذاك. تتسارع الأيام في وجه العمر، ينقص ويزيد، تناقض لا ينتهي، للحظة يبدو الوطن في سلام ويعمهُ الأمان،فالشوارع مُكتظة بالسيارات والأسواق والمولات لا تخلو من الناس، المنتزهات على قلّتها وقلة مزاياها كذلك ممتلئة، لن تستطيع تصديق أمر هذه الحرب التي ندوسُ عليها بكل ما أوتينا من تجاهل لنعيش رغم أنفها وصانعيها. وحال سماع الأخبار والتنقل من قناة لعينة لألعن، أجدُ الحرب بأبشع صورها، تمرُ لحظات يكاد ريموت التلفاز ينزُ دماً لفرط دموية الأخبار البائسة. الإعلام يا بُني ف هذا الوطن عليك أن تحذر منه، كما عليك أن تتوخى الحذر من مواقع التواصل الإجتماعي ولا تُهدر وقتك عليه ولا على الإعلام الدموي البائس.
صدقني الحياة أروع بكثير مما قد يصفها لك الإنترنت بكل وسائله. عالم لا صلة له بعالمنا الحقيقي، إنه يدوسك كثيراً، وأكثر من ذلك وطأة تأثيره عليك وعلى مشاعرك خاصة، إنه لعين بما تعنيه الكلمة من معنى، لا انكر فوائده لكن هنا، في هذه البقعة من الأرض، تحوّل لأداة تستغل المشاعر، وتسرق الأفكار والفن وتوجه الجماعات، وتنمي الأحقاد والحسد. عالم سيء، لا ترتبط به بتاتاً ولا بأس ببعضه للحاجة والفائدة.
صغيري
أكتُب إليك بعد أسابيع طوال قضيتها محاولة أن انجز شيء أحبه، أشعر بي في سباق دائم مع الزمن، القلق رفيقي، لا أظنني قد قضيت يوماً بدونه. الحياة ليست عادية وعادية في آن، تحلو فجأة في عيني وتارة اتجاهلها وتتجاهلُني بقسوة وتمر بي غير آبهة بطموحي ورغبتي، لكني وكما تعلم لا استسلم، يدي تزرع الورد حثيثاً وقلبي أرض خصبة لعله يُزهر يوماً ما.
يقال ان أولى طلائع الربيع تأتي نهاية شباط ، تزهر الأشجار وتنمو الأغصان على أمل أن تكون بداية حقيقية لفصل الحب ، سيزهر قلبك الخصب أيضا مثلما بدأت يدك الجميلة بزراعة الأزهار وكأنها الغصون النامية وقلبك الخصب سيتفتح زهوراً ومروجاً ..
ردحذفشكرا لمرورك
ردحذف