إلى صديقي (21)
أخبرني أنك في بلاد أفضل من هذه التي أقطنها رُغماً عني. البلاد التي تقسم ظهرك ألف مرة وتُبقيك فيها في كل مرة دون إرادتك. البلاد التي أحببّناها، لماذا؟ لا أدري.
أخبرني أنك في مكان تستنشق فيه هواء عليل، ونفسك مُطمئنة، لست خائفاً من قصف متواطئ ولا قتل مع سبق الإصرار لأنك ببساطة تنتمي لمنطقة دون أخرى.
أخبرني أنك تنام ليلاً وخطة الغد تنتظرك، وأعددتها على ثقة من تنفيذها لأنك في بلد مستقر معترفة بحقك كإنسان أولاً ثم كمواطن.
أخبرني أنك تضحك ملئ صدرك وتعتليك ملامح السعادة الحقيقية، ولا ينقصك شيء سوى قلب يصبح وطناً مُترفاً بحبـك.
أخبرني يّ صديقي
أن الحياة هي التي تعيشها خارج حدود وطنك، وهذا ما يُخالف كل عقائدي وظنوني ومفهومي للوطن. أخبرني أن كل ما درسناه في التاريخ كان كذب، وأن جغرافيا الوطن لا تتسع إلا للمسؤولين والمُتاجرين ومن والاهم.
أخبرني أنك نفذت بجلدك من بقعة الموت النتنه هذه وأشدُ على يديك بألا تعود، العودة يعني الموت المؤكد في هذه الملعونة.
صدقني يّ صديقي
أنه مرٌ جداً أن تستيقظ كل صباح وأخبار الموت في وطنك لا تنتهي،والخلافات بين الشعب ذاته تتفاقم. أن تحاول الإبتسامة وقلبك فيه غصة، ووطنك يتساقط قطعة بعد الأخرى.
ها هنا يصنعون منك قائد، نعم يجعلوك في المقدمة دائماً، يجعلون الناس يحبونك حباً شديداً،يُهيئون لك النجاح الواحد تلو الأخر، ثم فجأة يقسمون بك الوطن لنصفين، نعم أنت ذاتك التي كنت تدعوا لوطن واحد، يؤرجحوك بين هذا وذاك، يقيمون قيامتك ثم يقتلوك، من هم؟! هم ذاتهم الذين صنعوك منذ البداية قائدٌ مغوار.
أظن لا خير بعد هذا سنراه، إن كان مستوى الحقارة والتدني قد وصل في المتاجرين بهذه البلاد إلى هذا الحد.
صديقي
من أي منافذ هذه البلاد سأنفذ إليك؟! كيف سأهرُب من حُب هذه البلاد؟! يُخيفني مغادرتُها، أشعر بجبل ماكثٌ على صدري كلما قررت المغادرة. لكني الآن ادركت أن كل هذه المشاعر ليست حباً، إنها الخوف، الخوف من أن أحيا دون هوية، دون أن يحترمني العالم كإنسان أولاً ثم كمواطنة يمنية. إنه الخوف من أن ينالني خارج البلاد ما نلتهُ داخلها.
صديقي الذي لم يحدث وأن التقيتك من قبل
حيثما أنت لا تأتي. استمتع بما تملكه بين يديك من جواهر الحياة وجمالها. وأنا كذلك سأفعل، مُحبطة نعم، وأكثر مما تظن لكني لن استسلم، لستُ أنا التي ترفع يديها إستسلاما أبداً. مازال لدي القوة، سأحارب بها إما النفاذُ إليك، أو الموت مجاهدة في سبيل العيش الذي ينبغي وما حصلتُ عليه.
13 Aug 2019
أخبرني أنك في مكان تستنشق فيه هواء عليل، ونفسك مُطمئنة، لست خائفاً من قصف متواطئ ولا قتل مع سبق الإصرار لأنك ببساطة تنتمي لمنطقة دون أخرى.
أخبرني أنك تنام ليلاً وخطة الغد تنتظرك، وأعددتها على ثقة من تنفيذها لأنك في بلد مستقر معترفة بحقك كإنسان أولاً ثم كمواطن.
أخبرني أنك تضحك ملئ صدرك وتعتليك ملامح السعادة الحقيقية، ولا ينقصك شيء سوى قلب يصبح وطناً مُترفاً بحبـك.
أخبرني يّ صديقي
أن الحياة هي التي تعيشها خارج حدود وطنك، وهذا ما يُخالف كل عقائدي وظنوني ومفهومي للوطن. أخبرني أن كل ما درسناه في التاريخ كان كذب، وأن جغرافيا الوطن لا تتسع إلا للمسؤولين والمُتاجرين ومن والاهم.
أخبرني أنك نفذت بجلدك من بقعة الموت النتنه هذه وأشدُ على يديك بألا تعود، العودة يعني الموت المؤكد في هذه الملعونة.
صدقني يّ صديقي
أنه مرٌ جداً أن تستيقظ كل صباح وأخبار الموت في وطنك لا تنتهي،والخلافات بين الشعب ذاته تتفاقم. أن تحاول الإبتسامة وقلبك فيه غصة، ووطنك يتساقط قطعة بعد الأخرى.
ها هنا يصنعون منك قائد، نعم يجعلوك في المقدمة دائماً، يجعلون الناس يحبونك حباً شديداً،يُهيئون لك النجاح الواحد تلو الأخر، ثم فجأة يقسمون بك الوطن لنصفين، نعم أنت ذاتك التي كنت تدعوا لوطن واحد، يؤرجحوك بين هذا وذاك، يقيمون قيامتك ثم يقتلوك، من هم؟! هم ذاتهم الذين صنعوك منذ البداية قائدٌ مغوار.
أظن لا خير بعد هذا سنراه، إن كان مستوى الحقارة والتدني قد وصل في المتاجرين بهذه البلاد إلى هذا الحد.
صديقي
من أي منافذ هذه البلاد سأنفذ إليك؟! كيف سأهرُب من حُب هذه البلاد؟! يُخيفني مغادرتُها، أشعر بجبل ماكثٌ على صدري كلما قررت المغادرة. لكني الآن ادركت أن كل هذه المشاعر ليست حباً، إنها الخوف، الخوف من أن أحيا دون هوية، دون أن يحترمني العالم كإنسان أولاً ثم كمواطنة يمنية. إنه الخوف من أن ينالني خارج البلاد ما نلتهُ داخلها.
صديقي الذي لم يحدث وأن التقيتك من قبل
حيثما أنت لا تأتي. استمتع بما تملكه بين يديك من جواهر الحياة وجمالها. وأنا كذلك سأفعل، مُحبطة نعم، وأكثر مما تظن لكني لن استسلم، لستُ أنا التي ترفع يديها إستسلاما أبداً. مازال لدي القوة، سأحارب بها إما النفاذُ إليك، أو الموت مجاهدة في سبيل العيش الذي ينبغي وما حصلتُ عليه.
13 Aug 2019
تعليقات
إرسال تعليق