رسائل
يّ الله
أعترفُ أني أضعتُ شعوري بالإطمئنان، هذا ليس لأني لا أحبك أو لم أعد أُحبك، أظن أن هذا لا علاقة له بالحب بتاتاً، أظن أن لهذه البلاد اللعينة دور بارز في كل شعور جميل نفقده. أنا لستُ جاحدة، احمدك على كل النعم التي لدي ولا يملكها الكثيرين، وإنما يّ الله أنا أفتقدُ الإستقرار في وطن كان ينبغي أن يكون ملاذي وجنتي.
أنا يّ الله افتقد كل أنواع الإستقرار، النفسي، المالي، الوظيفي والإجتماعي، افتقد المعنى الحقيقي للحياة. أُكرر أني لستُ جاحدة، أقسم أني احمدك على كل النعم في كل وقت وحين وأشكرك فقد قلت في كتابك الكريم" ولئن شكرتم لأزيدنكم" فاللهم لك الحمد ولك الشكر عدد ما خلقت ورأيته وما خلقت ولم أراه. هذا التماهي الشديد بين الاشتباكات والخلافات السياسية القذرة، هذه الألاعيب والمتاجرة بدم الشعب اقتاتت من عمري وأيامي وصبري. ثمة ما لا يفهم ولا يُدرك، الكثير من الأحاجي السياسية المتواطئة مع الأعداء، الكثير من الدماء، ماذا عن الدعاء يّ الله، ها هم كل المظلومين ينادوك، وأنت الجبار، من لنا سواك حين تُغلق كل الأبواب وتضيق بنا الحياة بما رحُبت؟ من لنا سواك. أجب الدعاء يّ الله رجوتك بأحبنا إليك أن تستجيب دعوات الأمهات والأباء والزوجات والأرامل واليتامى والحزانى والعاشقين التائهين، والمخذولين والذين انتظروا في العتمة ولم يأتيهم النور بعد. استجب يّ الله.
حبيبي يّ الله
مُذنبةٌ أنا وكلي خجل وانكسار، عاصيةٌ أنا وكلي ندم ببابك أقف، التمس نور من نورك، أبحث عني فمدّ لي يدك ودُلني، تائهةٌ أنا وأخاف ضياع العمر في اللاشيء فاستخدمني فيما ينفع ولا تتركني فافقد طعم الحياة. عنيدةٌ أنا فيما يخص أحلامي وطموحي فاجبُر بخاطري ولا تُفقدني القوة فأذبل قبل أن أتذوق حلاوة تحقيق الطموح والأمنيات.
أنا يّ الله غيمة مُتحركة، اتسعُ لكل القلوب والحكايا ولا يتسع قلباً لي، أتُراني يّالله ثقيلة جداً، أم أني لم أحظى بعد بفرصة جميلة تحتويني بكل عيوبي وحزني ومزاجيتي وجنوني وهدوئي ورغباتي وأمنياتي.
يُحزنني أني بهذا العمر المشرق وأكتُب إليك يّ الله بهذه اللهجة العجائزية المُرهقة، أرهقتني الحرب يّ الله، شتتني، تُهدد لقمة عيشي وأمني وحلمي وطموحي وأحبائي وكل شبر في هذا العمر مُهدد بالإنهيار في لحظة لعينة في حرب ألعن ما رأت عيني وما سترى. ما الذي تبقى لأصف الحياة هنا بمفردة الحياة، شتان بين ما تعنيه الحياة حقاً وبين ما نسميه نحن ها هنا حياة.
أحبك يّ الله، من سواك يسمعني في كل مرة عن ذات الشيء ولا يُغلق الباب بوجهي. من سواك سيسمعني اشتكي كل يوم من ذات الشيء ويسمعني بحب. من لي سواك يّ الله
تعليقات
إرسال تعليق