رسائل في زمن الكورونا(3)
في كل المرات التي شرّعتُ فيها أبواب قلبي إليك، نالني من جزاء أملي ما لم يكن في الحسبان. الحقيقة أن إختلاف طرق التفكير تصنع فرقاً وأحياناً كثيرة ما يحدث ثغرات لا تُسد بشتى الطرق. أحاول ترديد مقولات إيجابية، أتحايل على الموقف لأحوله لصالحي وأُجنب نفسي الشعور بما لا أحتمل. أضحك، أكل كثيراً، وأشرب أكثر أحب شعوري الدائم بتدفق المياه لداخلي، أنا التي أحب البحر والسباحة ولا أطول كلاهما. الماء وما أدراكم ما الماء، أكثر الأشياء التي أُحبها وأهابُها.
أستطيع بمهارة تامة التحايل على كل المواقف التي لا تُعجبني، بل وأتجاهل كثيراً لأمضي دون توقف، إلا ما يخص الشعور الذي يهزّ كل حسابات الحياة، يجعلني أتوقف عن التحايل واللامبالاة وأدقق في مراجعتي لكل ما أعتقده وأؤمن به، لا تمر تفاهات الأمور بسهولة هذه هي الحقيقة.
صديقي
ظننتُ أن في زمن الكورونا سيغدو فيه الناس أكثر رحمة وتكاتف، هذا يحدث في حارات قديمة، قلوب نظيفة ونفوس طاهرة وهذا نادراً، السيئة تعمّ، حقيقة أخرى. لم يتغير الكثير في غضون أسبوع لا أكثر، كورونا في بلادنا ولكن ذوي السلطة واليد السوداء يتكتمون عليه وكاذب على نفسه من يقول غير ذلك. إننا في حرب مستمرة منذ ثلاث سنوات ولا يُريدونها أن تتوقف،بإعلانهم عن الوباء في البلاد، سيخسرون الكثير، سيتوقف الدعم، والأموال من التدفق لحساباتهم. لعنتي عليهم فردا فردا.
لست خائفة من طريقة تعاطي المسؤولين مع جدية الأمر، إننا وبكل بساطة هالكون لا محالة إن كان بهذا الوباء أو بغيره، إنها مجرد أسباب ليس إلا. ما يُخيفني أن الشعب مُتساهل، لا مُبالي وتجمعاتهم لم تقلّ إلا بنسبة ضئيلة لا تُذكر. نحن شعبٌ لا نُدرك خطورة ما يحدث حولنا وهذا كاف لنهلك عن بكرة أبينا.
لا تأخذ نظرة سوداوية عني، فلستُ سلبية إنما هذه حقيقة، أضفها للحقائق الهزيلة التي ذكرتُها سابقاً.
الثامن من نيسان/أبريل لن أنسى أني كنتُ هشة بما يكفي يوماً ما وها أنا الآن أستطيع جيداً أن أقف على قدمي كلما سقطت، كلما فشلت في تحقيق ما أرنو إليه، أحاول مجدداً ولا أنفك إلا وحققته، ليس عليّنا أن نُقلل من قيمة أنفسنا مهما سقطنا، مهما خُذلنا، لن تتوقف الحياة بل لن ينالنا شيئاً لو استسلمنا، إنما علينا فعل العكس، لنصبح أكثر قوة وصمود مع كل فشل نمرّ به ولكن علينا أن نتعلّم منه، أن لا نغفل عن التفاصيل الصغيرة التي تُؤلم بشدة على خلاف الكبيرة منها. نحن الذين نهتم بالتفاصيل، أكثر الناس حساسية وقدرة على التغيير أؤمن بهذا.
صديقي الهش
عليك أن تتعلم كيف تأخذ ما تُريده بيديك وأسنانك، أن تقاتل وتقاوم كل الظروف، أتمنى لو تتوقف عن خوفك وجبونيتك. كن بخير وبأمان إنه زمن الكورونا.
8نيسان2020
تعليقات
إرسال تعليق