رسائل في زمن الكورونا(6)- كن بخير

لستُ على ما يُرام، كأن الحياة تتحداني، ولست ممن يستسلم الجميع يعرفني كذلك، أقاوم وأُكابر ويُكلفني ذلك الكثير حقاً لكني متأقلمة مع ذلك ويعجبني أني لا استسلم. أوه، تذكرت، لقد كان حلماً رائعاً ليلة البارحة، حلمتُ أني أقتنيت كلباً، كان كلبا بُني الشعر، لطيف، وذكي، لقد كان صديقاً حقاً، ولأن والداي يرفضان وجود كلب في البيت، فأنا جلبته لنفسي في أحلامي. لماذا يرفضان كلباً لطيفاً في المنزل، يجهلان وفائه وعمق صداقته، أنا لا أملك أصدقاء، صديقة، ربما صديقتان هذا كل ما أملك. لا أحفل بكثرتهم لأني أعلم جيداً أن الكُثرة خادعة.

إنه ثالث أيام رمضان، مرّ كلمح البصر، إنها السادسة مساءً، المطر للتوّ توقف، وأخبار عن السيل في" السايلة"* قد جرف في طريقه بعض السيارات، مطر مفاجئ، غزير ومُقلق، نحن الشعوب في الأوطان التي تُشبه هذا الوطن،،جميعهم في مأزق. لا مصارف لمياه الأمطار، الشوارع تصبح غارقة ولا أحد يستطيع أن يمشي، تغرق بعض البيوت في الأحياء العشوائية. يتسع الحزن لا يتوقف عند حد ما، إنه كبير بحجم كل المصاعب والمشاكل التي يواجهها الكثيرون ولا يدري عنهم أحد. 

أما عن الفيروس، فأحب أن أخبرك أن العالم عالق، لا أحد يدري متى الخلاص.
صديقي
من بين كل الناس يُهمني أمرك بشكل لا أستطيع وصفه، غبيٌ هو الشعور، وجميل، ومؤذي، ومُهلك، إنه شعور مُتناقض ربما هو السبب الأكثر دفعاً لي لاستمر في تساؤلاتي، ما الذي حدث وغيّر مجرى الأمور؟
أكان حلماً واستيقظت منه؟ أم أن يداك كانتا ترجفان ولم تجد يدٍ تأويهما سوا يداي؟ أكنت ممن يترقب مجيئي فقط لتُرضي كبريائك؟ هل أنت حقيقي أم أنك مُجرد طيف لا أكثر؟
كنتُ في أوج إتزاني جئت فختلّ كل شيء، وعلمتني ما كنت أفتقده.
كن بخير حيث أنت، وإلى حيثما أنت مُغادر.
26April2020

تعليقات

المشاركات الشائعة