رسائل في زمن الكورونا
صديقي البعيد
ما عدت أستطيع عدّ أيام شرودنا وغيابنا المُتعمد وغيره، أضعت نوتة أيامي، لا أُحصي أيام عمري ولا أيام الأحزان ما اركز عليه وأنفق عليه كل طاقتي هي الأيام التي أشعر فيها أني سعيدة راضية ، وبالطبع هي أيام معدودة لا أحتاج لها نوتة لأُحصيها بتاتاً.
ألم نتفق منذ البداية أننا سنبقى أصدقاء للأبد، ما هذه اللعنة التي التبستنا وحوّرت كل صداقتنا لمشاعر فتفرقنا، ألم يكن من الأفضل أن نُبقي كل المشاعر الغبية بعيدة عنّا؟ دعني أُخبرك أن ما كُسر في النفس لا يعود لما كان عليه مهما حاولنا. الحياة ليست مسرح فُرص، إنما تأتي مرة أو مرتين وفي كل مرة اهدرنا فرصنا معاً. ألا تظن أن الحياة مُنصفة، بلى هي كذلك. نحن فقط من نُخطئ فهم الأمور وإدراك حكمة الأقدار، وذلك يعود لمحدودية فكرنا وقدراتنا.
صديقي الغريب
إنه الشهر الرابع في عصر الفيروس القاتل، أُترانا سننجو وتمرّ هذه الأيام دون أن نفقد ما يُبكينا؟ مرّت شهور ثلاثة سريعة مُرعبة والأخبار تتزايد والموقف يتفاقم، عجزت أعظم المؤسسات الطبية بكل قدرتها أمامه. اتسائل ما نهاية هذا الوباء الذي جاء عائقاً أمام حلمي الذي بدأت أخطو فيه أولى خطواتي الثابتة، كأنه تحدي إذا ما سأكمل خطواتي دون تردد أم أني سأتراجع، لا، لن أتراجع، لن يوقفني إلا الموت وهذا عهداً اخذته على نفسي منذ البداية. ما هي الحياة يّ عزيزي إن لم يكن بها ما نقاتل من أجله بكل ما أوتينا من عزيمة . وكاذبٌ هو من قال أن هناك ما نقاتل من أجله ولا نناله، كذب، بل سنناله إن الله عزوجل شدّ على إيدينا بأن نكافح ونقاوم ونعمل متوكلين عليه لننال ما قاتلنا من أجله، لن يخذلني الله. أثق.
الفيروس يتسارع في الإنتشار، حصد أرواح تأبى الحكومات بنشر حقيقة عددها، الأناس في خوف ورعب. الحياة غالية هذه هي حقيقة الأمر. لستُ أدري من سينجو ومن سيحكم بعد إنتهاء هذه الجائحة، من يا تُرا سيكون المتحكم بالعالم؟ أثار الفيروس اسئلة لم تكن يوما تخطُر لي على بال.
لن أُكثر في الكتابة إليك، ليس هناك ما يدعو لذلك، إنما
أريدك أن تحاول ثانية، عليك وحدك أن تحاول هذه المرة بدوني، لأرى إذا ما كنت صديق حقيقي أم أنك وهم.
كن بخير يّ صديقي لعلنا سنلتقي يوماً ما.
تعليقات
إرسال تعليق